الدليل البيداغوجي
تعريف الدليل البيداغوجي للتعليم الأولي بالمغرب
الدليل البيداغوجي للتعليم الأولي هو وثيقة تربوية تهدف إلى دعم الفاعلين التربويين، خاصة المربيات والمربين، في فهم وتطبيق الإطار المنهاجي للتعليم الأولي. يعتبر الدليل وثيقة عملية ومنهجية تقدم صيغ عمل يُمكن الاستئناس بها عند الحاجة، ويشكل وسيطًا بين الإطار المنهاجي والمجموعات التربوية التي تصدرها دور النشر والفرق التربوية وتخضع لتقويم ومصادقة الوزارة.
يساهم الدليل في تأسيس تعليم أولي موحد على المستوى الوطني، ويوجه العاملين في هذا المجال وينسق جهودهم لضمان تقديم خدمات ذات جودة للأطفال في مختلف بنيات التعليم الأولي. ويأتي في سياق تفعيل مقتضيات القانون الإطار رقم 51.1 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وكذلك الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، التي تؤكد على أن التعليم الأولي يُعدّ أساسًا لأي إصلاح تربوي يرتكز على الجودة وتكافؤ الفرص.
أقسام الدليل البيداغوجي للتعليم الأولي
يتكون الدليل البيداغوجي للتعليم الأولي من أربعة أجزاء متكاملة، تستند كلها إلى فلسفة عامة تهدف إلى إرساء هوية متميزة لمرحلة التعليم الأولي:
1. **الجزء الأول:** يتناول مكونات الإطار المنهاجي والمنطق البيداغوجي الذي تحكّم في بنائها، مع تقديم نماذج لبطاقات بيداغوجية مؤجرأة.
2. **الجزء الثاني:** يركز على الألعاب التربوية والرقمية، ويعتبرها قاعدة مشتركة بين مختلف الأنشطة التربوية المنجزة مع الأطفال.
3. **الجزء الثالث:** يتناول وسائل العمل المرتبطة بالمشاريع الموضوعاتية، ويبرز أهمية مشاركة جميع الأطفال على اختلاف أساليبهم المعرفية.
4. **الجزء الرابع:** يتطرق إلى التربية الصحية في بنيات التعليم الأولي، ويشدد على مراعاة نمو الطفل الجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي.
أهمية إعداد الدليل البيداغوجي للتعليم الأولي
الدليل البيداغوجي يأتي في سياق دعم الإصلاحات التربوية التي تقوم بها وزارة التربية الوطنية في إطار تنزيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، بهدف الارتقاء بمخرجات المنظومة التربوية بشكل عام، والتعليم الأولي بشكل خاص. كما يهدف إلى معالجة المشكلات التربوية الفعلية التي يعرفها التعليم الأولي في المغرب، والتي تحول دون تحقيق أهدافه واستراتيجيات إصلاح التعليم.
بعض المشكلات التربوية الفعلية التي يعالجها الدليل
1. **تنوع الجهات المحتضنة للتعليم الأولي:** أدى إلى تباين في الأهداف والمقاربات البيداغوجية والتقنيات والوسائل وتكوينات المربين، مما نتج عنه تفاوت في الخدمات المقدمة للأطفال.
2. **تعميم التعليم الأولي:** لا يزال في حاجة إلى تطوير، خاصة في الوسط القروي، مع تباين في التغطية بحسب متغيري الوسط والجنس.
3. **التفاوتات بين بنيات التعليم الأولي:** المؤسسات العمومية تنتشر بشكل محدود، بينما يخضع إنشاء المؤسسات الخاصة لمنطق السوق، مما يؤثر على الإنصاف وتكافؤ الفرص.
4. **تعدد التصورات والمقاربات البيداغوجية:** عدم توفر تصور بيداغوجي موحد أدى إلى شيوع ممارسات بيداغوجية غير واضحة ومرتجلة، تعتمد غالباً على الشحن والإلقاء، مع نقص في تكوين المتدخلين التربويين وتأهيلهم.
.png)